فعلها ماكرون وتلقّفها ميقاتي..هل انتهت الأزمة بين الرياض وبيروت؟

توافد الأخبار الإيجابية من الرياض إلى بيروت بنكهة باريسية، والإعلان عن الإتصال الذي إجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان برئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ترك ارتياحًا لدى الفئات الشعبية في لبنان، خصوصًا أنّ زمنًا ليس بقليل مرّ قبل أن يسمع اللبنانيون خبرًا إيجابيًا واحدًا، في وقت كانت الويلات تتوالى منذ تأليف الحكومة، وتعطّل عملها، لتزيد من عذابات اللبنانيين.

اللبناني معلّق بخبر إيجابي
أسردُ حادثة بسيطة لأشير من خلالها إلى الرابط الكبير بين  المسار السياسي في لبنان ومعيشة كلّ فرد منّا، فانعكاس الإنفراج أو التأزّم السياسي على يومياتنا يفوق تصوّر معطلّي الحلول في لبنان دون أدنى شك، ولو علموا بحجم القلق الذي نعيشه جرّاء كلّ أزمة يفتعلونها وحجم الإرتياح جرّاء أي خبر إيجابي، لما عطّلوا الحكومة ساعة واحدة. بينما كنت ابتاع بعض الحاجيات من سوبر ماركت تقدّم نحوي صاحب المؤسسة وهو شاب مثقف، ليسألني ما إذا كان الأزمة في لبنان في طريقها إلى الحل “شو رأيك بالأخبار الحلوة من السعودية؟ الدولار نزل بعد كلام الرئيس الفرنسي، يعني بلشت تنحل أزمتنا؟ قولك راح يكمل الدولار ينزل والحكومة راح تجتمع قريبًا؟” يخال أنّني أملك الأجوبة على تساؤلاته كوني صحافية، والتي هي تساؤلاتي أيضًا، وأنا مثله أنتظر الترجمة من خلال أداء حكّامنا. حرصت في جوابي أن لا أحبطه وفي الوقت نفسه أن لا أجعله يتوهّم، فقلت “الأمر مرهون بمسألة واحدة فقط، كيف تتلقّف القوى السياسية اللبنانية مبادرة ماكرون خصوصًا “حزب الله”؟ التلقف الإيجابي وتقديم مصلحة الشعب على ما عداها، يضعنا على سكّة الإنقاذ، بالمقابل مواصلة تسليمنا ورقة للتفاوض في فيينا أو لحسابات وطموحات داخلية، من شأنه أن يطيل عمر الأزمة ويزيد من مأساتنا”.